الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

الأَبعاد الوطنية والسياسية في فكر وممارسة الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية منذ اتفاق أوسلو وأَثرها على التنمية السياسية1993م – 2000م

الملخص

تتناول هذه الدراسة موضوع الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية. وقع الاختيار على الحركة الطلابية كونها تشكل قطاعاً من أهم قطاعات المجتمع من حيث التأثير والحجم، ولأنها تمثل أولى المحفزات للتغيير في النظام السياسي ورسم ملامحه العامّة. تم حصر الدراسة في طلبة الجامعات كونهم الأكثر قدرة على التأثير والأكثر وعياً في هذا القطاع. أما اختيار جامعة النجاح الوطنية لعدة أسباب: أولها ما تمثله هذه الجامعة بصفتها كبرى الجامعات في الضفة الغربية كما ورد في "الدليل الإحصائي للجامعات والكليات الفلسطينية 97/98" الصادر عن وزارة التعليم العالي الفلسطينية في أيلول 1998 باستثناء جامعة القدس المفتوحة التي تعتمد نظام التعليم عن بعد مما يضعف الروابط الطلابية وبالتالي يضعفها كحركة طلابية. وثانيها لأنها تقع في مدينة نابلس كبرى مدن شمال الضفة الغربية وأقربها جغرافياً لمنطقة الوسط مما يكسبهما معاً، الجامعة والمدينة، قوةً إضافية وقدرةً أكبر للتأثير في بيئة جغرافية واسعة يقطنها عدد كبير من السكان، إضافة إلى ما تختصره هذه الدراسة من جهود في ظل سياسة الحصار وعزل التجمعات السكانية التي تتبعها إسرائيل. استثنيت جامعات قطاع غزة لعدم التواصل بينها وبين الضفة الغربية بسبب الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.

تحاول الدراسة رصد الأبعاد الوطنية والسياسية في فكر وممارسة الحركة الطلابية بما تعنيه الأبعاد الوطنية من خدمة الخير العام ومصلحة الجماعة، وما تحمله الأبعاد السياسية من محاذير الوقوع في الفئوية الضيقة والمصالح الذاتية. حُصرت الدراسة بين اتفاق أوسلو عام 1993 وعام 2000. فقد شهدت هذه الفترة قيام سلطة فلسطينية لأول مرة في المناطق الفلسطينية. ودخلت القضية الفلسطينية خلالها في مرحلة جديدة طالت كافة جوانب الحياة وقطاعات المجتمع الفلسطيني المختلفة بما فيها الحركة الطلابية.

وتهدف الدراسة إلى تتبع مدى التوافق والانسجام بين الطروحات النظرية والممارسة العملية المتمثلة في الخطاب والسلوك اليومي للحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية. توزعت الدراسة على أربعة محاور هي: المفاهيم والمصطلحات والدراسات السابقة، الفكر والممارسة على الساحة العربية والفلسطينية، الطروحات النظرية والعملية للحركة الطلابية الفلسطينية، الأبعاد الوطنية والسياسية بين النظرية والتطبيق لدى الكتل الطلابية في جامعة النجاح الوطنية.

وقد أظهرت الدراسة عدداً من النتائج أهمها: تراجع دور الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية على أصعدة النضال الوطني والبناء الديمقراطي والعمل النقابي بعد اتفاق أوسلو مع الحفاظ على دورية انتخابات مجلس الطلبة. لم تتوحد الجهود الطلابية بتشكيل مرجعية تمثيلية واحدة للحركة الطلابية بحيث فشل الاتحاد العام لطلبة فلسطين في تمثيل حقيقي للحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية، في المقابل لم تلتزم الحركة الطلابية في جامعة النجاح الوطنية بخيارها الانتخابي حيث تجاوزت الكتل في أنشطتها وبرامجها العملية مجلس الطلبة بعد انتخابه مما أضعف دور مجلس الطلبة التمثيلي الذي لم يمثل بدوره الأطياف المختلفة للحركة الطلابية. خضعت الحركة الطلابية لإملاءات وضغوط التنظيمات السياسية الفلسطينية ومراكز القوى فيها مما جعلها تابعة وليست مستقلة. مارست القيادات الطلابية نهج الفردية والارتجالية في قيادة الحركة الطلابية دون إشراك القاعدة الطلابية في وضع البرامج والسياسات مع تغييب البعد النسوي على المستوى القيادي. على صعيد العلاقة مع البيئة السياسية والاجتماعية لعبت السلطة الفلسطينية دوراً هاماً في إضعاف الحركة الطلابية وتشتيتها من خلال احتواء الأطراف المؤيدة لاتفاق أوسلو وملاحقة الأطراف المعارضة واعتقال النشطاء منهم. وفيا اتسمت العلاقة مع إدارة الجامعة وعمادة شؤون الطلبة بالتوتر والخصومة فإن العلاقة مع الهيئة التدريسية لم تكن متكاملة أو ذات طابع أكاديمي وإنما خضعت للمواقف السياسية. كما تراجعت العلاقة مع المجتمع المحلي بعد وقف العمل التطوعي.

لم تكن الأبعاد الوطنية والخير العام هما المعيار في تحالفات الأطر الطلابية وإنما الأبعاد السياسية الضيقة والمصالح الفئوية. فشلت الحركة الطلابية في تكريس حرية التعبير والتعددية وطغت لغة التهديد والتهجم والتشكيك بوطنية الآخرين. كما تبادلت الأطر الطلابية الاتهامات بالكذب والفساد المالي، ومارست العنف ضد بعضها البعض. وقد انعكس كل ذلك بشكل سلبي على التطوير والتنمية السياسية في فلسطين.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق