الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

أثر المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية على التوجه والانتماء السياسي -طلبة جامعة النجاح الوطنية نموذجًا- (2000-2007

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على الأثر الذي تتركه المواقع الإلكترونية الفلسطينية، على طلبة جامعة النجاح الوطنية بنابلس كنموذج لطلبة الجامعات الفلسطينية، الذين يزيد عددهم على (80 ) ألف طالب وطالبة، كما وتهدف الدراسة إلى تحديد العلاقة بين المواقع الإلكترونية الإخبارية، والتوجهات والانتماءات السياسية لدى الطلبة، للوقوف على الآثار الإيجابية التي تتركها تلك المواقع على المستوى الوطني عمومًا والساحة الجامعية على وجه الخصوص، ولمعرفة أي آثار سلبية قد تتركها على جموع الطلبة.

وتناقش هذه الرسالة التأثير الذي يتركه الاتصال والانترنت، على الإعلام والصحافة الإلكترونية، والاستخدام السياسي للإنترنت في عملية الاستقطاب، وتغيير توجهات الطلبة الجامعيين، والانتماء السياسي بين طلبة الجامعات، ومدى تأثره بالإعلام والمواقع الإلكترونية.

يورد الباحث مقدمة تاريخية عن ميلاد المواقع الإلكترونية الإخبارية وتطورها، والمراحل التي مرت بها، واستخداماتها والخصائص التي امتازت بها المواقع الإلكترونية الفلسطينية، وتأثيراتها على الطلبة الجامعيين بعامة، وطلبة جامعة النجاح بخاصة، وتوجه التيارات السياسية نحو المواقع الإلكترونية، ومواكبتها للتطورات التقنية.

تطرق الباحث في دراسته كذلك إلى واقع المواقع الإلكترونية الفلسطينية من ناحية النشأة والأدوار التي قامت بها، بغض النظر عن كونها مواقع حزبية أو مستقلة، ودورها في انتفاضة الأقصى ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي، وطريقة تناولها الأزمة الداخلية الفلسطينية، وفترات الاقتتال والنزاع الداخلي.

ناقش الباحث أيضا استخدامات المواقع الالكترونية الإخبارية الفلسطينية، بين الطلبة ومدى استفادة الحركة الطلابية بمختلف مسمياتها من هذه التقنية في إيصال أفكارها وتطلعاتها السياسية والنقابية، ومدى التأثير الذي تركته بين جمهور الطلبة خلال سنوات انتفاضة الأقصى، إلى جانب دورها في زيادة الفجوة بين المتخاصمين الفلسطينيين، بسبب اللغة والمصطلحات التي استخدمتها تلك المواقع.

وخلص الباحث إلى مجموعة من النتائج أهمها أن للمواقع الإلكترونية الفلسطينية دورًا في الاستقطاب السياسي بين الطلبة، كما أن المواقع الحزبية ساهمت في رفع وتيرة التعصب الحزبي، والتخندق خلف المواقف دون هوادة لدى أنصار الفصائل الفلسطينية وعناصرها، وأن التمويل المالي للمواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية هو السبب في انحيازها لطرف فلسطيني دون آخر.

وتبين الدراسة أن الجمهور الفلسطيني عموما ومن ضمنهم شريحة طلبة الجامعات، يتأثرون بما تنشره المواقع الالكترونية الإخبارية لتقديمها، كمًا هائًلا من المعلومات والأرقام عن الأحداث، وما تتضمنه من خلفيات، مما يوفر لهم المقدرة على تقييم الأمور والمستجدات وتحديد نظرتهم للأشياء بصورة أكثر علمية ومنطقية، بالرغم من ضعف الثقة في بعض تلك المواقع.

وتظهر نتائج الدراسة أن المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية أسهمت خلال حالة الانقسام الداخلي في زيادة حدة الخلافات والانقسامات في الساحة الجامعية، والعلاقات بين الطلبة. كما تم تفنيد وجود علاقة بين اتجاه الموقع الإلكتروني، من حيث الانتماء السياسي، وحجم الاعتماد عليه في الحصول على المعلومة السياسية، من وجهة نظر طلبة جامعة النجاح الوطنية.

وتبرز نتائج الدراسة أن متابعة المواقع الإخبارية الالكترونية لا تسهم في تغيير انتماءات الطلبة، لكنها تلعب، من خلال ما تنشره، دورًا في تغيير توجهات الطلبة إزاء الأحداث السياسية والقضايا المطروحة، وليس نحو التيار السياسي الذي ينتمون أو يميلون إليه، من وجهة نظر طلبة جامعة النجاح الوطنية.

وأظهرت الدراسة أن المواقع الإلكترونية الفلسطينية تحولت إلى أداة في نشر المعلومة وبثَها، والحصول عليها، واحتلت المرتبة الثانية في حصول طلبة جامعة النجاح على المعلومة الإخبارية بعد المحطات الفضائية ومحطات التلفزة، تليها الإذاعات، وأخيرا الصحف المطبوعة.

إن المتابع لوسائل الإعلام الفلسطينية المختلفة خلال فترة الدراسة بشكل عام، وعلى وجه التحديد بين عامي (2006-2008)، يلمس بأن المواقع الإلكترونية الإخبارية هي جزء من الأزمة الداخلية الفلسطينية بشكل واضح وصريح، وبخاصة الحزبية منها، حيث ابتعدت عن أصول العمل المهني وانصهرت في أتون الخلاف الداخلي، وهذا ما أظهرته هذه الدراسة.

من هنا يوصي الباحث بضرورة إلتزام المواقع الالكترونية الإخبارية بأدنى حدود المهنية، والموضوعية في تعاطي المعلومة وتناول الحدث، وإقرار ميثاق شرف بين المواقع الإلكترونية الإخبارية الفلسطينية من أجل تحديد طبيعة العلاقة فيما بينها، والبعد عن الشحناء، وترسيخ الانقسام، وتراشق الاتهامات، والابتعاد عن التمويل الأجنبي المشروط للمواقع الإلكترونية الإخبارية، لأن له انعكاسات واضحة على طريقة عمل تلك المواقع وسياستها الإخبارية، وبخاصة إذا كان التمويل من جهات حكومية غربية.

كما يوصي بابتعاد القائمين على المواقع الإخبارية عن استخدام مصطلحات تكفيرية أو تخوينية، بسبب خطورة ذلك على النسيج الاجتماعي والوطني، مع وجود حاجة ماسة لتحديد المصطلحات المستخدمة في الإعلام الإلكتروني، والابتعاد عن المصطلحات التي تحمل نبرة توتيرية، وتأجج الصراع الداخلي، وتسهم في زيادة الاحتكاكات، واستمرار حالة الشحناء في الساحة الداخلية الفلسطينية.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق