الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

آفاق التعليم الافتراضي الفلسطيني ودوره في التنمية السياسية (نحو جامعة افتراضية فلسطينية)

الملخص

هدفت هذه الدراسة إلى استشراف مستقبل التعليم الافتراضي في فلسطين ودوره في التنمية السياسية كون التعليم أحد أسس هذه التنمية، وطرح مقترح إنشاء جامعة افتراضية فلسطينية، في وقت أصبح هذا النوع من التعليم واسع الانتشار في العديد من الدول المتقدمة والنامية، كنتاج للتطور والتقدم في المجالات التقنية والمعلوماتية والاتصالية.

نظرا لحداثة التعليم الافتراضي، ولما يثيره مصطلح "افتراضي" من معنى ذهني أن الشيء ليس حقيقيا، مما يثير إشكالية في فهم طبيعة هذا التعليم من حيث كونه تعليما حقيقيا أو غير حقيقي. لذلك كان لزاما أن تجنح الدراسة لعرض مفهوم التعليم الافتراضي وماهيته بالتوضيح الكافي.

التعليم الافتراضي نوع حديث من أنواع التعليم عن بعد، يقوم على استخدام التقنيات الإلكترونية الحديثة ووسائل الاتصال المتقدمة لتسهيل عملية التعلم والتعليم، والوصول إلى المتعلم في أي وقت وأي مكان، أي أنه يتجاوز حدود الزمان والمكان. للتعليم الافتراضي بيئته الخاصة التي تختلف في مضمونها عن بيئة التعليم التقليدي، ولكنها تحاكيها شكلا، لذلك تختلف البيئتان في آلية التعليم. يحتاج التعليم الافتراضي لتحقيق أهدافه إلى تقنيات ومعدات تقنية مثل: الحاسوب الشخصي وملحقاته والواقع الافتراضي والإنترنت وطريق المعلومات السريع.

يصنف التعليم الافتراضي ضمن اقتصاديات المعرفة، وهو مجال استثماري متعدد الأشكال والعائدات، تتمثل جدواه الاقتصادية في مقدرته على التغلب على القصور في إمكانيات التعليم التقليدي. وتحقيق مردودات إيجابية ينعكس أثرها على الدولة والمجتمع والأفراد. لذلك فهو يسهم في تحقيق التنمية الشاملة في الدول النامية.

للتعليم الافتراضي علاقة مباشرة بالحركة النشطة للعولمة. تشكل العولمة تحديا سياسيا وتربويا في الدول النامية، ذلك يفرض عليها التوجه نحو عصرنة عملية التعليم. إن توظيف منظومة التعليم الافتراضي في العملية التعليمية وفق منظور شمولي يساعد على تعميق الوعي الجماهيري للصمود في وجه تحديات العولمة بالإفادة من الايجابيات وتجاوز السلبيات.

تحت عنوان "فلسطين والتعليم الافتراضي" بينت الدراسة حاجة المجتمع الفلسطيني لتطبيق نمط التعليم الافتراضي المبررة بالخصوصية الفلسطينية، والفوائد العديدة التي يحققها التعليم الافتراضي للمجتمع الفلسطيني. تجسد المنظور الفلسطيني في مجال التعليم الافتراضي بإطلاق مبادرة التعليم الإلكتروني، وتجسد كذلك بالإجراءات والخطوات العملية الفلسطينية التي يمكن اعتبارها من إرهاصات التعليم الافتراضي الفلسطيني المتمثلة في الاستراتيجية الوطنية الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وبالتهيئة البيئية التي شملت مجموعة من الإنجازات التطويرية، ساهمت فيها جهات فلسطينية عديدة. ذلك ما يشكل قاعدة يمكن البناء عليها للوصول إلى تحقيق التعليم الافتراضي (الإلكتروني) الفلسطيني. إلا أن ذلك يقتضي التغلب على معوقات التعليم الافتراضي الفلسطيني والأخذ في نفس الوقت بمقومات نجاحه.

تناولت الدراسة الأفكار الأساسية لمقترح إنشاء جامعة افتراضية فلسطينية، كاتجاه واقعي ومعقول للتغلب على صعوبات التعليم الجامعي في ظل الحالة الفلسطينية الراهنة، المتمثلة في عدم الاستقرار، والمعاناة الشديدة، وضبابية المستقبل. في هذا السياق تم التعرض لمقومات نجاحها، ولتعزيز هذا التوجه تم عرض بعض التجارب العالمية في مجال التعليم الافتراضي. بالتوازي مع مقترح الجامعة الافتراضية الفلسطينية، اقترحت الدراسة إنشاء جامعة افتراضية عربية تحت إشراف جامعة الدول العربية لما تحققه من فوائد على مستوى الوطن العربي.

إن أهم ما خلصت إليه الدراسة، هو وجود حاجة فلسطينية ماسة لتطبيق نمط التعليم الافتراضي، وإنشاء جامعة افتراضية فلسطينية، ذلك لاعتبارات عالمية ومحلية. تتمثل الاعتبارات العالمية في الإفادة من التقدم العالمي في مجال التقنية والاتصال، والولوج في عالم المعرفة، ومواجهة تحديات العولمة. أما الاعتبارات الفلسطينية فتكمن في مبررات هذا التوجه، وأهمها: استهداف العملية التعليمية إسرائيليا، والفوائد التي يحققها التعليم الافتراضي والجامعة الافتراضية المتمثلة في مواجهة الطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم العالي، والتواصل مع الشعب الفلسطيني في الشتات، واستقطاب الكفاءات الفلسطينية حيث وجدت، والتغلب على معوقات التعليم التقليدي.

النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق