الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

التجربة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية

الملخص

تغطي الدراسة الفترة 1993-2007 مستعرضةً التجربة السياسية لحماس وانعكاساتها على الأهداف الوطنية الفلسطينية التحررية الديمقراطية. وبناءً على ذلك أتت الدراسة في فترة حرجة من تاريخ الشعب الفلسطيني, لتوفر البيانات والتحليلات والتوصيات التي تؤسس لنقاش مجتمعي حول مستقبل الديمقراطية في ظل حركة حماس, ونوع المجتمع الذي تسعى الحركة لبنائه. وعلى الرغم أن الدراسة تقدم تحليلاً نقدياً عميقاً للفترة الماضية، إلا أنها تنظر بتفاؤل لإمكانيات حماس المستقبلية، فهي بإرادتها تستطيع أن تقدم نموذجاً في التنمية والعدالة الاجتماعية والسلم الأهلي والحريات.

ما يميز هذا الجهد أنه لا يقدم وصفات جاهزة لحلول سحرية للقضايا التي اعترضت وتعترض مسيرة حماس في معالجتها لتلك ل القضايا، بل تطرح أسئلة جوهرية حول تلك القضايا الأساسية, متلمسة الإجابات عنها من تقييم واقع تجارب حماس المتراكمة.

ناقشت الدراسة قضية مهمة, وهي العمل السياسي الإسلامي الفلسطيني, في محاولة لتحليل العوامل والتفاعلات ذات الصلة بتجربة حماس وفهمها من زاوية التحول الديمقراطي. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لملاءمته طبيعة الدراسة وأهدافها.

وهدفت هذه الدراسة, إلى الكشف عن قدرة الحركة التنظيمية ومصادر التأثير فيها، وموقفها من السلطة الوطنية, وتأثير هذه العلاقة على التطور الديمقراطي، ورصد وتحليل التطور والتحول والانتقال والترجيح الذي مرت به حماس خلال تجربتها السياسية، ومحاولة استشراف آفاق التحول الديمقراطي في النظام السياسي الفلسطيني, في ظل إمساك الحركة بالسلطة.

وحاولت الدراسة تحديد أوجه التجربة بدءاً من الإرهاصات الأولى, وانتهاءً بلحظة الذروة المتمثلة بانخراط حماس في المنتظم السياسي القانوني، وما بين ذلك من محطات ومواقف عديدة تراكمت خلالها خبرة هذه الحركة وتطورت تكتيكاتها وآلياتها.

ووجهت الدراسة النظر إلى العراقيل التي يمكن أن تواجه حماس في تعزيز بناء مجتمع ديمقراطي مسلم, وتعريف هذه العراقيل. ومن خلال تلخيص تطور حماس، بينت الدراسة, أن الإرادة السياسية لتحقيق العدالة الاجتماعية لا يمكن تعبئتها إلا بمشاركة حماس.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أهم خصائص الحركة: وضوح الأيدولوجيا، وتقديم الرعاية للقاعدة الشعبية، والبرنامج البسيط، والمؤهلات الإسلامية، وقدرتها القتالية، والمرونة في تكتيكاتها.

وقد انطلقت الدراسة من افتراض رئيسي حاول جاهداً أن يثبت أن للحركة دوراً مهماًً في بناء الديمقراطية في المناطق الفلسطينية وتدعيمها.

وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج, ومن أهمها:

أنه لا يمكن استثناء حماس في أي حل محتمل للقضية الفلسطينية, بعد ما أصبحت جزءاً من النظام السياسي الشرعي. وأن التحول إلى السياسة عند الحركة هو حالياً قيد التنفيذ, ونجاحها السياسي الأخير يزيد من سرعة هذه التحولات. وأن سلوك حماس التنظيمي والإداري والإعلامي والجماهيري, أكسبها مهارات وجلب لها مزيداً من الدعم الشعبي في الآونة الأخيرة.


النص الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق